خاضت القوات العراقية معارك لإخراج مقاتلي “الدولة الإسلامية” من مدينة تكريت ومناطق أخرى في العراق، بعد يوم من إعلان زعيم التنظيم خليفة لدولة إسلامية جديدة على الأراضي التي استولت عليها في الفترة الأخيرة في العراق وسوريا.
أعلنت الشرطة العراقية أن 20 شخصاً، غالبيتهم من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، قتلوا وأصيب سبعة آخرون في سلسلة حوادث شهدتها مناطق متفرقة في مدينة بعقوبة، التي تبعد 57 كيلومتراً شمال بغداد. وقالت مصادر أمنية لوكالة الأنباء الألمانية إن قوات عسكرية قتلت خلال عملية أمنية 14 من عناصر “الدولة الإسلامية” المنتشرين في منطقة جبال حمرين شمال شرقي بعقوبة وإحراق عجلات عسكرية. كما شنت طائرات تابعة للقوات العراقية غارات جوية استهدفت معاقل التنظيم في قرية انجانة، شمالي بعقوبة، تسببت بمقتل ثلاثة منهم وفرار الآخرين.
وأثار تنظيم الدولة الإسلامية انزعاج القوى الإقليمية والعالمية بمنحه نفسه سلطة عالمية، عندما أسقط الإشارة إلى “العراق والشام” من اسمه ونصب زعيمه أبو بكر البغدادي “خليفة” على العالم الإسلامي. وقال بيان أدلى به أبو محمد العدناني المتحدث باسم الجماعة يوم أمس الأحد (29 يونيو/ حزيران 2014) إن البغدادي “صار.. إماماً وخليفة للمسلمين في كل مكان.. وعليه يلغى اسم العراق والشام من مسمى الدولة في التعاملات والتداولات الرسمية ويقتصر على اسم الدولة الإسلامية ابتداءً من صدور هذا البيان”.
وتهدف هذه الخطوة إلى إلغاء الحدود الدولية التي صنعتها القوى الاستعمارية وتحدي حكومة بغداد، التي يقودها الشيعة والمدعومة من الولايات المتحدة وإيران. وتأتي هذه الخطوة في أعقاب حملة استمرت ثلاثة أسابيع شنها مقاتلو التنظيم وحلفاؤهم لضم أراض من العراق. كما أنها تمثل تحدياً مباشراً لقيادة تنظيم القاعدة، التي نأت بنفسها عن تنظيم الدولة الإسلامية وكذلك لحكام دول الخليج السنية.
وقد تمكنت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بمساعدة مليشيا شيعية من منع المقاتلين المتشددين من الوصول إلى العاصمة. لكن قوى الأمن عجزت عن استرداد المدن التي تركتها في القتال. وحاول الجيش الأسبوع الماضي استرداد مدينة تكريت، إلا أنه عجز عن ذلك. كما هاجمت طائرات عمودية مقاتلة مواقع الدولة الإسلامية حول المدينة ليلاً. وقال سكان في المنطقة إن القتال استمر الاثنين على أطرافها الجنوبية. وتكريت هي مسقط رأس صدام حسين، الذي أنهت القوات الأمريكية حكمه عام 2003 لتطوي بذلك فصلاً طويلاً في التاريخ هيمن فيه سنة العراق على الأغلبية الشيعية.
بعد يوم من إعلان دولة "الخلافة".. استمرار المعارك في العراق
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen