إذا ضاعت الفضيلة بين الناس وامتدت الفوضى إلى عقولهم فإننا ذاهبون إلى مصير لن ينفع معه إصلاح أو يصادفه تطوير،ولن تلزمه عبارات التهذيب والتأدب ،لأنه سقط أخلاقيا ومن ثم إنسانيا،ومثل هؤلاءالذين وجدوا بجانب مواقع الحرام ،مواقع أخرى تشيع عن نفسها بأنها إخبارية لكنها تشاركت بشغف وعجل وإلحاح مع مواقع الحرام،ولا تختلف معها في شيء سوى إنها لا تصرح بإباحيتها،فهي تختفي وراء تبويب أخر يقولون عنه محترم والحرام هنا جنس وسرقات زخلافه،فالأفلام الجديدة بإمكانك الحصول على لينكاتها من هذه المواقع،من خلال موضوع من محرر أعوج،هناك ما هو أمر وأضل سبيلا لدى هذه المواقع الإخبارية الجنسية الكبيرة التي إستباحت كل شيء من أجل التنافس،ومن ثم لجأت إلى الجنس بوصفه الوصفة الأسهل للوصول إلى قائمة المواقع الأكثر زيارة،فعلى سبيل المثال تجد ما يعطيك كيف تبوس زوجتك؟ وفي أخر أكثر ٥٠ صورة للمثيرة كيم كارداشيان وأخر يحدثنا عن الأجزاء الحساسة عند صافيناز،وأخر تفنن في تصدير هذه الأخبار والصور على موقعه رغم رصانته،ولن أزيد في هذه الأمثلة الساقطة،إذا كيف لنا أن نمنح الثقة لموقع تحلل من الفضيلة،أراد أن يخاطب غرائزنا وعقولنا ولم يحترم ضميره واتجه إلى البورنو المقنع المختفي وراء أخبار السياسة والقتل والإرهاب.
نحن أمام أزمة حقيقية لهذه المواقع التي تقطع هدوم بعض من أجل الترافيك،آلا لعنة الله على الترافيك الذي شغل عقول صغار المهنة لكي يعلو نجمهم بزيارات هي للجنس والإثارة وليست لمضمون أو محتوى محترم،كيف لمواقع تقود الرأي العام وتمنحه اتجاهاته ومعرفته أن تنزل إلى مستنقع التدني وتشابه المواقع الأباحية وتعطي للقاريء صور وموضوعات المقدمات والمؤخرات،وتنسى أن هدفها إمتاع القاريء وتسليته وتنويره وليس بمخاطبة فرجه.
هناك صغار تشغلهم هذه الأشياء وللأسف وجدوا طريقهم إلى هذه المواقع الكبيرة،فأعجبتهم المسألة وأحبوها،وكلهم على قلب رجل واحد بمعنى الدنيا نايمة ومفيش أخبار تعالى نولعها وكلهم لم يجدوا أفضل من آل كارداشيان وهيفاء وصافيناز أو غيرهن من المشاهير لصناعة الزيارة تلو الزيارة،فتمتليء حصالة الزيارات بالحرام،ويقفز الموقع في تصنيف اليكسا ليتباهى هذا أو ذاكبما فعله الموقع في شهور دونما النظر إلى ما فقدناه جميعا سواء مهنيون أو قراء أو مواطنون،لا أفهم كيف يضع موقع إخباري رصين نفسه في دائرة تماثل دكاكين الصحافة التي كانت تأتينا من قبرص ولندن وغيرهما،ومعها أخبار غرفة النوم والفضائح وبعض من المايوهات لكي تباع على الأرصفة وبجوار مدارس المراهقين.
الأمر يحتاج إلى إعادة تأهيل لهؤلاء المراهقين الذين يختارون هذه الصور والموضوعات،ومعها وقفة ضد المسؤلين عن هذه الأباحية في بلادنا العربية الذين يفقدون يوما بعد يوم شرفهم المهني وأيضا إحترامهم لأنفسهم.
وختاما آلا لعنة الله على الترافيك
لعــــنة الله على الترافيك
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen