Montag, 29. Dezember 2014

قـــصص الأنبياء

القصة الثانية : قــــــــــصة نبي الله شيث (عليه السلام)


د. حسين رشيد


سلسلة متواصلة نستعرض من خلالها  قصص الأنبياء و المرسلين من خلال كتاب الله تبارك و تعالى و الصحيح من الأخبارِ بعيدا عن الأساطير و الخرافات


عبر ثماني حلقات متواصلة انتهينا من قصة نبي الله آدم عليه السلام حاولنا من خلالها أن نبين كيف تناول القرآن الكريم هذه القصة المباركة، ونبتدئ الآن بعد التوكل على الله تعالى بالقصة الثانية من قصص الانبياء والمرسلين وهي قصة نبي الله شيث عليه السلام. وقبل ان نبدأ بسرد احداث هذه القصة يجب ان نبين أمرا على غاية من الاهمية، وهو ان القرآن الكريم لم يتناول جميع قصص الانبياء والمرسلين لكثرتهم فقال تعالى (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا)، النساء/164، وقال ايضا (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) غافر/78  ومن خلال هذه الحقيقة القرآنية نتبين ان القرآن كتاب هداية وارشاد وايتاء الامثال للناس من قبل قصص الانبياء والمرسلين وغير ذلك على سبيل الوعظ والتذكرة، وهو ليس كتاب سرد ورواية وانما كان القرآن يستخدم هذه الاساليب من اجل الوصول الى هدفه المنشود هداية الناس وارشادهم، ويجب التنويه بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو المكمل والمبين لآيات القرآن الكريم، لذلك كان كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة على الخلق اجمعين قال تعالى 


(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الحشر/7 لذلك فقد قرن الله سبحانه وتعالى طاعته بطاعة رسوله فقال (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) النور/54، ومن خلال ذلك فقد جاء على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكثير من الاخبار عن قصص أنبياء الله تعالى ورسله الكرام.


 كان نبي الله شيث عليه السلام اول الانبياء بعد آدم عليه السلام واول من ولد لآدم وحواء بعد قتل قابيل هابيل. وقد ورد وفق قصص القرآن للأقدمين ان اسم شيث يعني في العربية الهبة او هبة الله وقد وهبه الله تعالى لآدم وحواء بعد هابيل، وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ان شيث هو من الانبياء فقد ورد عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((اُ نزل على شيث خمسون صحيفة)) رواه ابن حبان. وهكذا فقد كان شيث متصلا بأخبار السماء من خلال جبريل الروح الامين شأنه في ذلك شأن جميع الأنبياء والمرسلين. وقد كان عليه السلام هو خليفة آدم في الأرض، ولقد روي في كتب المؤرخين أن آدم عليه الصلاة والسلام مرض قبل موته وكتب وصيته ثم دفع كتاب وصيته إلى شيث وأمره أن يخفيه عن ولده قابيل وولده، لأن قابيل كان حسوداً ولذلك قيل: إن شيث كان وصي أبيه آدم عليه السلام في مخلفيه.


ويروى أنه إلى شيث يرجع أنساب بني آدم كلهم اليوم، وذلك أن نسل سائر ولد آدم غير نسل شيث انقرضوا وبادوا ولم يبق منهم أحد، 


ويروى عن الصادق: إنّ قابيل أتى هبةَ الله عليه السّلام فقال له: إنّ أبي قد أعطاك العلمَ الذي كان عنده، وأنا كنت أكبر منك وأحقَّ به منك، ولكنْ قتلتُ ابنه فغضب علَيّ فآثرك بذلك العلم علَيّ، وإنّك ـ واللهِ ـ إن ذكرتَ شيئاً ممّا عندك من العلم الذي ورّثك أبوك لِتتكبّرَ به علَيّ وتفتخر علَيّ.. لأقتلنّك كما قتلتُ أخاك. فاستخفى هبةُ الله بما عنده من العلم لتنقضي دولة قابيل،  فحدّث هبة الله بالميثاق سرّاً، فَجَرت السُّنّة من هبة الله في وُلْده يتوارثونها عالِمٌ بعد عالم،وهو قوله تبارك وتعالى إِنَّ (اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) آل عمران/33 (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) آل عمران/34 وفي رواية اخرى ايضا.. أنّ الله تعالى أوحى إلى آدم عليه السّلام: قد انقضت نبوّتك، وفَنِيتْ أيّامُك، فانظر إلى اسم الله الأعظم وما علّمْتُك من الأسماء كلّها وأثَرة النبوّة وما تحتاج الناس إليه فادفعه إلى شيث، وأْمُرْه أن يَقبله بكتمان وتقيّة عن أخيه؛ لئلاّ يقتله كما قتل هابيل، فإنه سبق في علمي أن لا أُخلّيَ الأرض من عالِمٍ يُعرَف به دِيني ويكون فيه نجاة لمن تولاّه فيما بينه وبين العالِم الذي آمرُه بإظهار ديني… فأقبَلَ قابيلُ على شيث وقال له: أين الذي دفعه إليك أبوك ممّا كان دفعه إلى هابيل ؟ فأنكر ذلك، وعلم أنّه إن أقرّ قَتلَه، فلم يَزَل شيث يُخبر العَقِبَ من ذرّيته ويُبشّرهم ببعثة نوح، ويأمرهم بالكتمان، وقد جاء ذلك ايضا في تاريخ الطبريّ والمنتظم لابن الجوزيّ  والكامل في التاريخ لابن الأثير من  حديث ابن وكيع. وهكذا فقد كان الانبياء والمرسلون جميعا سلسلة متواصلة يكمل بعضها البعض من لدن آدم عليه الصلاة والسلام والى الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ويذكر ان نبي الله شيث عليه الصلاة والسلام توفي ودفن في العراق على احسن الاحوال وقبره يزار الى اليوم.


عرض تحليلي  لقصص الأنبياء في القرآن




قـــصص الأنبياء

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen