Samstag, 27. September 2014

الطـريـق إلى النجـاح .. بولا مجدى / مدرب ومحاضر بالمركز الكندي للتنمية البشرية

عزيزتي القارئة .. عزيزي القارئ ..

بين يديك موضوع من أكثر الموضوعات أهمية في حياة أي إنسان، فالكل يحلم به والبعض يجتهد في الوصول إليه ولكن قليلون هم الذين يحققونه ألا وهو النجاح .. فالأمر ببساطة يتلخص في ثلاثة أضلاع لو اكتملت معاً تصنع “مثلث النجاح” ، هذه الأضلاع الثلاثة تتمثل في:

1. من أنت ؟ : فعلي كل من يسعي إلي النجاح وعلي كل من ينظر إلي القمة أن يعرف ذاته فعليه أن يكتشفها ويبحث في أغوار وأعماق نفسه البشرية وعلي ما تحتويه من كنوز وذخائر تمكنه من صنع المعجزات .

2. أين أنت ؟: كذلك أيضاً إذا قررت وتوكلت علي الله وبدأت تسعي للنجاح، فبعد أن أكتشفت ما لديك من قدرات وملكات عظيمة، عليك أن تعرف أين أنت ؟ وما هو موقعك ؟ وكيف ستنطلق من موقعك هذا لترنو إلي النجاح .

3. وأخيراً، عليك أن تعرف ماذا تريد جيداً ؟ وكيف تصل إلي ما تريد ؟ فيجب أن تحدد منطقة وصولك وأن يكون هدفك واضحاً وضوح الشمس ولا يغيب عنك لحظة ولا طرفة عين، وبعدها تبدأ في مرحلة التخطيط الجيد والمُحكم لهدفك الذي يقودك إلي النجاح والسعادة في الحياة، فحدد ما هي الوسائل والإمكانات المتاحة لديك وما الوسائل التي تحتاجها، وقرر وتوكل علي الله وانطلق في أولي خطواتك للنجاح.

إنها معادلة بسيطة لا تكلفك شيئاً سوي بعض الوقت في جلسة صريحة وواضحة مع نفسك علي مكتبك وبصحبة مجموعة أقلامك وأوراقك وتبدأ في رحلة البحث عن الذات واكتشاف قدراتك وتحديد موقعك الحالي وجهة الوصول ومعرفة وسائل تحقيق أهدافك التي تصل بك إلي تحقيق النجاح، وبنجاحك في توليف أضلاع المثلث الثلاثة تستحق أن تنضم لصفوف الناجحين بإذن الله وتكون حياتك عبارة عن مجموعة نجاحات وتُخلد اسمك وتصبح شخص غير عادي يتذكره العالم وذلك لأنك تركت بصماتك في هذه الدنيا قبل أن تغادر إلي العالم الآخر .

فدعني أصحبك في رحلة سريعة نقوم فيها بتجميع هذه الأضلاع للوصول إلي النجاح :

1. من أنت ؟

عزيزي القارئ .. ماذا تري عن نفسك ؟ وماذا يري عنك الآخرون ؟ ما هي الصورة الذاتية التي تشكلت في ذهنك عن قدراتك وإمكانياتك ونقاط قوتك ونقاط ضعفك ؟ وهل استطاع من حولك أن يطبعوا عليك صورهم الذاتية السلبية أم أنك تملك صورتك الذاتية الإيجابية الفريدة الخاصة بك ؟ فالصورة الذاتية باختصار هي ما تراه عن نفسك، فهي عبارة عن صورة قد تصور فيها نفسك كإنسان ناجح وقوي وذو ذاكرة قوية ومخطط جيد ومدير جيد لوقتك، وقد تصور فيها نفسك شخص بلا هدف فاقد المعني وغير متزن في أركان حياتك.

وإذا أردت أن تعرف عزيزي القارئ من أنت ؟ فتعال نبحر سوياً وبشكل سريع في بعض القدرات اللامحدودة التي تمتلكها، فعلي سبيل المثال وليس الحصر:

1. يحتوي مخك علي تريليون خلية عصبية .

2. يستطيع مخك تخزين65000 معلومة جديدة كل ثانية.

3. يستطيع مخك معالجة 2 مليار معلومة في الثانية.

4.عقلك لديه القدرة على تقبل المعلومات والتخزين والاسترجاع والمزج والفصل والتخيل والتفسير والحكم، والغريب أن الناس لا يستخدمون أكثر من 10% فقط أو أقل من قدراتهم العقلية، والكثير والكثير..

فهل ما زالت صورتك الذاتية عن نفسك تعبر عن أنك معدم القدرات وفقير الإمكانيات، أم أدركت عظمة هذه القدرات التي وهبك الله إياها وستبدأ في رحلة النجاح باستخدام وتوظيف هذه القدرات والإمكانات ؟

2. أين أنت ؟

اسمح لي عزيزي القارئ أن أُحدثك عن الفارق الأساسي بين الإنسان وغيره من الكائنات الحية وهو أنه وحده الذي يمتلك عقل يميز به ويمتلك إرداة حرة ويملك القدرة على وضع الأهداف وتحقيقها، فإذا لم يحدد الإنسان هدفه في الحياة فإنه لا يستحق إنسانيته بعد أن أضاع حياته في أكل وشرب ونوم. ودعني أنبهك إلي شئ هام جداً قد تكون علي علم ودراية به أو لا وهو \: «إذا لم تضف للحياة شيئاً فأنت زائد عليها».

وإن جاز التعبير فإن حياتنا عبارة عن مشهد أو فقرة في السيرك القومي فعندما نحضر فقرة من فقرات السيرك، جميعنا يشاهد الرجل الذي يسير علي الحبل والبعض منا يتعجب ويتساءل كيف يفعل هذا ومتي سيسقط وكيف سيسقط وأن سقوطه سيكون عظيماً ولكن قلة قليلة جداً هي التي تشجع هذا الرجل للوصول إلي ما يريد وإسعاد الناس ونادرون هم الذين يفكرون في إشحاذ هممهم ليكونوا قادرين علي القيام بهذا الفعل والسير علي الحبل. فهذا الموقف يعبر عن أربع فئات من البشر:

1. فئة المشاهدين أو المتفرجين: فهل أنت من فئة المشاهدين أو المتفرجين الذين ليس لهم أي دور في الحياة سوى أن يراقبوا الأشياء والأشخاص من حولهم .

2. فئة المتعجبين: أم أنك من فئة المتعجبين الذين كل دورهم في الحياة هو التعجب من الأحداث وكيف أن هذا وصل إلي ما وصل له فيضيع وقتك في التعجب مما وصل إليه الآخرين .

3. فئة المتجولين: أم أنك من فئة المتجولين في الحياة لا تعرف ماذا تريد ولكن فقط تعدو يميناً ويساراً دون أن تعرف المعني من أي شئ تفعله، ودون أن تصل لأي شئ لأنك لا تعرف ماذا تريد .

4. فئة اللاعبين: هؤلاء هم أنجح البشر الذي لا ينتظرون الأحداث لكي يتفاعلوا معها ولكن هذه الفئة تصنع الحدث، الذين كل هدفهم في الحياة هو النجاح والنجاح فقط فيبذلون قصاري جهدهم وينفقوا الوقت اللازم ولكن في النهاية يتكلل تعبهم بالنجاح .

فانظر جيداً وحدد موقعك بين الفئات الأربع، هل أنت كل مهمتك المشاهدة أم التعجب أم التجول أم أنك تأخذ زمام المبادرة وتنزل إلي أرض الملعب وتشارك في مجريات اللعبة بكل ما أوتيت من قدرات، وتكون لاعب هداف ؟ فكن صريحاً مع ذاتك وحدد أين أنت ؟

3. ماذا تريد جيداً ؟ وكيف تصل إلي ما تريد ؟

يقول دينيس ويتلي: «يعرف الناجحون إلى أين يتجهون, بماذا يخططون, ومن سيشاركهم رحلة النجاح».

خطوات تحديد الأهداف:

1. حدد جيداً ماذا تريد: في كتابه “ متعة العمل “ يقول – دنسي وتيلي – : “ حتي نصل إلي مكان يجب أولاً أن نعلم إلي أين نتجه “ .

2. الرغبة المشتعلة: عندما يكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح لن يستطيع أحد إيقافك. وكما يقول الدكتور إبراهيم الفقي – رحمه الله – أن الرغبة المشتعلة هي بمثابة الأكسجين الذي تتنفسه الأهداف كي تحيا علي أرض الواقع، ولكن كيف نشعل رغباتنا ؟ من خلال تحديد أسباب الأهداف، وربط هذه الأهداف برابط السعادة ومن ثم تشتعل رغباتنا في تحقيق هذه الأهداف .

3.خطط جيداً: وتذكر أن الفشل في التخطيط = التخطيط للفشل، وأن دقيقة في التخطيط توفر 4 دقائق في التنفيذ .

4.ادرس المصاعب واستعد لها: في رحلة النجاح لابد وأن تواجه صخور كثيرة تمثل عثرات بالنسبة لك وإن لم تجدها فاعلم يا صديقي أنك في الطريق غير المؤدي إلي النجاح، لأن طريق النجاح ملئ بالأشواك وتأكد جمالها في أشواكها .

5.التوكل علي الله ووضع الهدف في الفعل: تذكر دائماً أن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة أو بميل بل بعشرة سنتيمترات. فرحلة النجاح تتطلب منك أن تنهض من مكانك وتضع كل جهدك ووقتك موضع الفعل والتنفيذ. فابدأ الآن بالتنفيذ ولا تتواني فالقمة في انتظارك وكل ما عليك الآن هو أن تضغط الزر وتنطلق .

6.التقييم والمتابعة: من خلال تقييم خطتك ومتابعتك للخطوات التي بدأتها يمكن قياس الجزء الذي تم تحقيقه من هدفك والجزء المتبقي، وهل خطتك تسير علي ما يرام أم أنها تحتاج إلي بعض التعديل والتقويم .

عزيزتي القارئة .. عزيزي القارئ .. أنت نجار حياتك وأن حياتك من صنع نفسك كذلك نجاحك من صنع نفسك أيضاً.



الطـريـق إلى النجـاح .. بولا مجدى / مدرب ومحاضر بالمركز الكندي للتنمية البشرية

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen