أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة العربية السعودية لم تدخر جهدا في مكافحة الإرهاب فكرا وممارسة بكل حزم وعلى جميع الأصعدة، داعيا لتشكيل منظومة إسلامية للتصدي لتشويه الإرهاب للإسلام والمسلمين.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة أمس في حفل افتتاح المؤتمر العالمي الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان «الإسلام ومحاربة الإرهاب» بمكة وتستمر أعماله ثلاثة أيام.
ولفت الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته ـ التي أوردتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) ـ إلى خطورة ظاهرة الإرهاب المتأسلم الذي «يهدد أمتنا الإسلامية والعالم أجمع بعظيم الخطر جراء تغوله بالقتل والغصب والنهب وألوان شتى من العدوان الآثم في كثير من الأرجاء وقد جاوزت جرائمه حدود عالمنا الإسلامي متمترسا براية الإسلام زورا وبهتانا وهو منه براء».
وأشار إلى أن «هؤلاء الإرهابيين الضالين المضلين قد أعطوا الفرصة للمغرضين المتربصين بالإسلام، حتى في الدوائر التي شجعت هذا الإرهاب أو أغمضت عينها عنه، أن يطعنوا في ديننا القويم الحنيف ويتهموا أتباعه الذين يربو عددهم على المليار ونصف المليار بجرم هذا الفصيل السفيه الذي لا يمثل الإسلام من قريب أو بعيد».
وبين خادم الحرمين أن الجرائم المنكرة لهؤلاء ساهمت في «ترويج صورة الإرهاب البشعة في أذهان الكثير من غير المسلمين على أنها طابع الإسلام وأمته وتوظيفها لشحن الرأي العام العالمي بكراهية كل المسلمين واعتبارهم محل اتهام ومصدر خوف وقلق، فضلا عن الحرج والارتباك الذي تعرضت له الدول الإسلامية ومنظماتها وشعوبها أمام الدول والشعوب التي تربطها بنا علاقات تعاون حيث كادت هذه العلاقات تهتز وتتراجع في إطار موجة من الضيق بالمسلمين والتحامل عليهم جراء هذه الجرائم الإرهابية».
وشدد على «ان المملكة العربية السعودية لم تدخر جهدا في مكافحة الإرهاب فكرا وممارسة بكل الحزم وعلى كل الأصعدة، فعلى الصعيد الوطني تصدت أجهزتنا الأمنية للإرهابيين بلا هوادة، ولم يتوان رجالها البواسل في ملاحقتهم وتفكيك شبكاتهم وخلاياهم في مهدها وبذلوا أرواحهم في سبيل ذلك، وكذا تشارك قواتنا الجوية في التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب».
واشار الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى «تصدى علمائنا الأفاضل بالرد الحاسم على ما يبثه الإرهابيون من مسوغات دينية باطلة يخدعون بها الناس وبينوا تحذير الإسلام من العنف والتطرف والغلو في الدين وتحزيب الأمة والخروج على ولاة أمرها وأن الوسطية والاعتدال والسماحة هي سمات الإسلام ومنهاجه القويم»، مشيرا إلى إسهام الباحثين بتقديم بحوث ودراسات رصينة عن ظاهرة الإرهاب وتحليل أهداف الجماعات الإرهابية ووسائلها وخططها وإبراز أخطارها الجسيمة على المجتمعات وكشف صلتها بالمخططات العدائية للأمة.
وعن جهود المملكة في التصدي للإرهاب على الأصعدة العربية والإقليمية والإسلامية، اوضح خادم الحرمين الشريفين بالقول: وضعت المملكة يدها في أيدي الأشقاء لمواجهة الظاهرة الإرهابية أمنيا وفكريا وقانونيا، وكانت هي الداعية إلى إقامة مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية يدرأ الفتن ويجمع الأمة بكامل أطيافها على كلمة سواء. كما عملت المملكة على مكافحة الإرهاب مع المجتمع الدولي من خلال المؤتمرات والمحافل والهيئات الدولية وكانت هي الداعية لإنشاء مركز الحوار بين اتباع الديانات والثقافات والمؤسسة والداعمة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وفي ختام كلمته، أعرب الملك سلمان بن عبدالعزيز عن أمله في أن تصدر عن هذا المؤتمر نتائج عملية تعطي دافعا قويا للجهود المبذولة على مسار التصدي لهذه الظاهرة الدخيلة على عالمينا العربي والإسلامي وتقطع الطريق على الذين يستغلون هذه الآفة لخدمة أغراضهم ومآربهم على حساب مصالح أمتنا وأمن شعوبها واستقرار دولها وازدهار أوطانها، وأن يؤسس لبرامج ومشاريع تتعاون فيها كل الجهات الرسمية والشعبية في العالم الإسلامي وتسهم في رفع مستوى الوعي لدى الأمة بأخطار الإرهاب وأضراره وبسلبيات التقاعس عن التصدي له، مشددا «على الجميع أفرادا ومؤسسات مضاعفة جهودهم في مواصلة مكافحة الإرهاب فكرا وسلوكا ومحاصرة الإرهابيين حيثما ثقفوا والتحذير من تقديم أي عون لهم أو أي من ألوان التعاطف معهم».
وكان المؤتمر العالمي «الإسلام ومحاربة الإرهاب» قد بدأ أعماله بكلمة لشيخ الأزهر د.أحمد الطيب أكد فيها ان هذا المؤتمر يأتي في وقته الصحيح للتصدي للارهاب الذي اصبح بلاء شديدا تعاني منه المنطقة العربية، لافتا إلى ان جماعات العنف والإرهاب لا تمت للاسلام بأدنى صلة.
بدوره، ألقى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي د.عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة اعرب فيها عن امله في وضع خطة شاملة لمكافحة الإرهاب في العالم الإسلامي وخارجه، داعيا الدول والمنظمات والجهات المعنية المختلفة الى التعاون مع الرابطة في متابعتها والمشاركة في تنفيذ هذه الخطة.
من جهته، طالب مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في كلمته بتعاون الجميع من أجل استئصال الارهاب من جذوره، وتجفيف منابعه.
خادم الحرمين يدعو إلى التصدي الجماعي لتشويه الإرهاب للإسلام
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen