ثمّن نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين آق دوغان البيان الصادر عن حزب الشعوب الديمقراطي (غالبية أعضائه من الأكراد) فيما يتعلق بدعوة زعيم منظمة “بي كا كا” الإرهابية، عبد الله أوجلان، إلى عقد مؤتمر عام للمنظمة في الربيع القادم من أجل إقرار التخلي عن السلاح في إطار عملية السلام الداخلي.
وقال آق دوغان عقب لقائه في اسطنبول نائبي رئيس الكتلة النيابية للحزب برفين بولدان وإدريس بالوكَن والنائب عن الحزب عن اسطنبول سرّي ثريا أوندَر بحضور وزير الداخلية إفكان آلا: “نثمن البيان الصادر (عن الحزب) بشأن تسريع العمل على التخلي عن السلاح، وتحقيق وقف كامل للعمليات المسلحة، والتأكيد على السياسة الديمقراطية كأسلوب في العمل”.
وأوضح آق دوغان أن عملية السلام الداخلي بلغت مرحلة هامة، مشيرا أن وفدا من حزب الشعوب الديمقراطي التقى أمس في جزيرة إمرالي عبد الله أوجلان زعيم منظمة بي كاكا الإرهابية.
وشدد آق دوغان على أن الديمقراطية وصلت إلى مرحلة تتيح الحديث عن القضايا العالقة ونقاشها، وتفتح المجال أمام فرص إيجاد الحلول، مضيفا: “من الواضح ضرورة تضافر جهود جميع أطياف المجتمع والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للانتقال بديمقراطيتنا إلى درجات متقدمة”.
ولفت آق دوغان إلى ضرورة عدم الإحجام عن النقاش والحديث عن أي موضوع بثقة في النفس مضيفا:”التخلي عن السلاح سيسهم في دفع التطور الديمقراطي، بعض المواضيع يجري النقاش حولها منذ سنوات، في الديمقراطيات والأفكار والرؤى والسياسات التي تحظى بدعم الشعب تكون موضع تقدير”.
واكد عزم الحكومة على الوصول بعملية السلام إلى الحل النهائي بدعم من الشعب، مشيرا أنها ترى في “الدستور الجديد فرصة هامة لإيجاد حل للعديد من القضايا المزمنة والمتجذرة”.
وكان النائب “أوندَر” قد أوضح عقب الاجتماع أن الرؤية الأساسية لـ”أوجلان” حول النقطة التي وصلت إليها عملية السلام الداخلي هي على الشكل التالي: “ونحن ننتقل من مرحلة الصراع التي دامت 30 عاما إلى السلام الدائم؛ فإن هدفنا الرئيسي هو التوصل إلى حلّ ديمقراطي.
أدعو بي كا كا إلى عقد مؤتمر عام طارئ خلال أشهر الربيع لاتخاذ قرار تاريخي واستراتيجي يستند إلى التخلي عن الكفاح المسلح في ضوء المبادئ التي تم الاتفاق فيها على الحد الأدنى المشترك.
وهذه الدعوة هي إعلان نوايا تاريخي بشأن حلول السياسة الديمقراطية محل الكفاح المسلح”. وانطلقت “مسيرة السلام الداخلي” في تركيا قبل أكثر من عامين، من خلال مفاوضات غير مباشرة بين الحكومة التركية، و”أوجلان”، المسجون بموجب حكم المؤبد، في جزيرة “إمرالي”، ببحر مرمرة منذ عام (1999)، وذلك بوساطة حزب السلام والديمقراطية (تحول فيما بعد إلى حزب الشعوب الديمقراطي وغالبية أعضائه من الأكراد)، وبحضور ممثلين عن جهاز الاستخبارات التركي.
وشملت المرحلة الأولى من العملية، وقف عمليات منظمة “بي كا كا” الإرهابية، وانسحاب عناصرها خارج الحدود التركية، وقد قطعت هذه المرحلة أشواطاً ملحوظة، فيما تتضمن المرحلة الثانية عددًا من الخطوات الرامية لتعزيز الديمقراطية في البلاد، وصوًلا إلى مرحلة مساعدة أعضاء المنظمة الراغبين بالعودة إلى البلاد، والذين لم يتورطوا في جرائم ملموسة، على العودة، والانخراط في المجتمع.
نائب داود أوغلو يثمن الدعوة لوقف الأعمال المسلحة
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen