تمسك الرئيس اليمني المستقيل، عبدربه منصور هادي، بشرعيته رئيسا للبلاد، وذلك في أول بيان صادر عنه عقب مغادرته العاصمة صنعاء «متخفيا» إلى عدن جنوبي البلاد.
واعتبر هادي في بيان، أصدره مساء امس من عدن، وذيله بتوقيعه «رئيس الجمهورية» أن «كل القرارات الصادرة منذ 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها». ودعا هادي، في بيانه الهيئة الوطنية للحوار للانعقاد في عدن أو تعز (جنوب)، معلنا تمسكه بالعملية السياسية وبالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور لليمن الاتحادي الجديد. ودعا أيضا إلى «رفع الإقامة الجبرية عن رئيس الحكومة ورجالات الدولة وإطلاق المختطفين»، في إشارة إلى حكومة خالد بحاح المستقيلة. كما حث المؤسسات الأمنية والعسكرية في اليمن على الالتزام بـ «الشرعية الدستورية».
وحيا هادي في بيانه «أبناء شعبنا الذين عبروا عن رفضهم للانقلاب»، في إشارة إلى الإعلان الذي أصدرته اللجنة الثورية التابعة للحوثيين في السادس من الشهر الجاري.
وبعد أسابيع من فرض الإقامة الجبرية عليه، تمكن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ـ الذي استقال في يناير الماضي ـ من ان يغادر العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون ويصل إلى منزله في منطقة خور مكسر بعدن، مرورا بتعز، حسبما أكدته مصادر عدة، وبعد مغادرة قصره في صنعاء، اقتحمه الحوثيون ونهبوه.
ولم تتضح على الفور كيفية وتوقيت خروجه، حيث أوضحت مصادر صحافية أن هادي خرج من منزله فجر امس عندما كان الحراس نائمين، وذلك بمساعدة وزيرة الإعلام نادية السقاف، التي نسقت مع بعض الحرس والمسلحين الحوثيين لإخراج هادي من منزله.
إلا أن مصادر أخرى قالت ان الرئيس هادي وصل منزله في خور مكسر بعدن ليل اول من امس بعد مغادرته متخفيا من صنعاء في 3 مواكب.
في هذا السياق، أكد أحد مستشاري الرئيس اليمني، طلب عدم كشف هويته لوكالة «فرانس برس»، أن هادي غادر صنعاء «من دون أي ترتيبات ومن دون أن يبلغ أي حزب سياسي».
وفيما تعددت الروايات حول طريقة خروجه، نفى مكتب جمال بنعمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه لليمن صحة ما نشرته «رويترز» حول دور محتمل للأمم المتحدة في تهريب منصور هادي من مقر اقامته الجبرية، وهو ما اعتبره قيادي حوثي «غير مؤثر على الإطلاق في المشهد السياسي اليمني».
وفرضت جماعة الحوثيين حالة طوارئ في محيط منزل هادي، وقام المسلحون الحوثيون بنهب المنزل والأسلحة المتواجدة فيه.
في سياق متصل، أكدت وزيرة الإعلام المستقيلة نادية السقاف، في تغريدات لها على موقع «تويتر»، أن ميليشيات الحوثي كثفت من تواجدها المسلح بمحيط منزل رئيس الوزراء ووزير الخارجية بعد تمكن الرئيس هادي من مغادرة منزله والوصول إلى عدن.
وأكدت السقاف أن المعادلة السياسية وموازين القوى ستتغير بعد وصول هادي إلى عدن وتأمينه أمنيا هناك.
وقال المستشار ان هادي يعتزم توجيه كلمة الى البلاد خلال 48 ساعة باستخدام اجهزة بث التلفزيون الرسمي في عدن، حيث ان الحوثيين يسيطرون على التلفزيون الرسمي.
الا ان وكالة «شينخوا» الصينية نقلت عن مستشار رئاسي يمني، رفض الكشف عن اسمه، تأكيده أن هادي قرر سحب استقالته بناء على الجهود الدولية التي يقودها جمال بنعمر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره ومبعوثه الخاص إلى اليمن، وجهود ممثلي الأحزاب السياسية في اليمن.
وذكرت مصادر يمنية أن لهادي شروطا قبل أن يسحب استقالته، وهي إيقاف الحرب في مأرب وتحديد موقف واضح من الاقاليم وتأكيدها على الالتزام بمخرجات الحوار والبدء في مناقشة مسودة الدستور بشكل ايجابي وطرحه للنقاش وشرحه للمجتمع لوضع مسودة نهائية للاستفتاء عليه وخروج الميليشيات الحوثية من كل المواقع العسكرية التي استحدثوها في صنعاء وتسليم مواقعهم للجيش والأمن والتوقف عن الاعتداءات في كل المحافظات الشمالية وتحول أنصار الله إلى حزب سياسي مدني قادر على التعايش مع الآخرين.
في المقابل، اعتبر قيادي في جماعة أنصار الله (الحوثيين) مغادرة الرئيس اليمني صنعاء «لا يؤثر في المشهد السياسي على الإطلاق».
وقال علي القحوم عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي في تصريحات لوكالة «الأناضول» ان «هروب الرئيس هادي من صنعاء إلى عدن لن يؤثر على الإطلاق في المشهد السياسي اليمني».
وأضاف أن «وجوده أو عدم وجوده في اليمن لا يؤثر على المشهد السياسي في البلاد لأنه أصبح رئيسا سابقا بعد الإعلان الدستوري الذي أعلنته الجماعة قبل حوالي أسبوعين».
وحول كيفية مغادرة هادي، قال القحوم: «خرج صباح امس متنكرا إلى محافظة عدن، ومن الطبيعي أن يتحرك أي رجل وينتقل إلى محافظة أخرى خصوصا إذا كان لم يعد له دور في المشهد السياسي كهادي».
في غضون ذلك، قال مصدر سياسي يمني انه تم تعليق المفاوضات بين الأطراف السياسية اليمنية وجماعة الحوثيين، نتيجة للتطورات الأخيرة في البلاد.
وأوضح المصدر طالبا عدم ذكر اسمه في تصريح مقتضب أنه تم تعليق المفاوضات التي تجرى بين المكونات السياسية اليمنية وجماعة الحوثي بأحد فنادق صنعاء برعاية مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر.
وأضاف أن تعليق المفاوضات جاء نتيجة التطورات الأخيرة في اليمن، وتمثلت في مغادرة الرئيس المستقيل منزله بصنعاء إلى عدن، دون ذكر تفاصيل إضافية.
الى ذلك، قالت صحيفة «الشارع» اليمنية المستقلة إن قرارات تعيين قيادات في وزارة الدفاع التي أصدرها اللواء محمود الصبيحي القائم بأعمال وزير الدفاع وفقا للإعلان الدستوري الحوثي جاءت تنفيذا لطلبات جماعة أنصار الله (الحوثيين) وشملت تعيين قيادات منهم أو موالين لهم في هذه المناصب.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى أنه وفقا للقرار الذي صدر اول من امس من دون الإعلان عنه رسميا تم استبعاد اللواء أحمد محمد الولي المحسوب على التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) واللواء علي محسن الأحمر وتعيينه مستشارا لوزير الدفاع، فيما حل محله اللواء علي محمد الكحلاني المحسوب على الحوثيين.
وأضافت المصادر أنه تم تعيين العقيد عبدالله عبدالملك عباس قائدا للواء 314 حماية رئاسية وهو من الموالين للحوثيين، وكان آخر منصب له رئيس أركان حرب اللواء 31 في عدن وثار قادة اللواء ضده وتم نقله، كما تم تكليف العميد فؤاد عبدالله العماد بقيادة اللواء الثالث حماية رئاسية وهو موال للحوثيين وكان قد تم اعتقاله ومحاكمته بتهمة التجسس لصالح الحوثيين عام 2006 وسجن لمدة عامين في جهاز الامن القومي، والمشكلة أن هناك ضباطا أقدم منه بالإضافة الى أنه لم يتقلد أي منصب قيادي وجاء خلفا للعميد صالح الجعيملاني قائد الحراسة الخاصة للرئيس المستقيل.
هادي يتمسك بشرعيته رئيساً لليمن: كل الإجراءات بعد 21 سبتمبر باطلة ولا شرعية لها
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen