دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الحوثيين الى ترك السلاح والانسحاب من مؤسسات الدولة والدخول في الحوار مع بقية القوى السياسية، مؤكدا أن ما قاموا به هو «انقلاب كامل الأركان».
وكشف هادي خلال اجتماعه مع عدة أحزاب سياسية في عدن، امس الأول، انه استقال بسبب طلب الحوثيين منه اصدار مائة وثلاثين قرارا لصالحهم بعد هجومهم على دار الرئاسة في صنعاء أواخر الشهر الماضي.
جاء ذلك بحسب ما قال عبدالعزيز جباري، أمين عام حزب العدالة والبناء، أحد الأحزاب التي التقت هادي في عدن، على حسابه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
ودعا هادي الحوثيين الى ترك السلاح قائلا «يدنا ممدودة لكم، اطرحوا السلاح واخرجوا من مؤسسات الدولة، وتحاوروا معنا بالمنطق والحجة، ونحن مستعدون لأن نصل واياكم الى حلول ترضي كل اليمنيين».
وأوضح جباري أن الرئيس هادي قال «بعد الهجوم على دار الرئاسة تقدم الحوثيين بطلب اصدار نحو مائة وثلاثين قرارا لصالحهم، بينها: تعيين نائب رئيس جمهورية، ونائب رئيس حكومة، ونواب وزراء، ورؤساء الجهاز المركزي للرقابة والأمن السياسي والأمن القومي»، مشيرا الى أن الطلب قدمه صالح الصماد مستشار الرئيس حينها عن الحوثيين، حيث قال: ان «هذا الطلب غير قابل للنقاش».
ونقل جباري عن هادي قوله: ان «د.عبدالكريم الارياني، مستشار الرئيس، قال للحوثيين ان هذا يعتبر البلاغ رقم واحد»، في اشارة الى بيانات الانقلاب، مضيفا أن قيادي حوثي آخر هو هادي المشاط، نقل للرئيس رسالة من عبدالملك الحوثي، يوم 22 يناير الماضي، تقول: «اذا لم تذاع هذه القرارات الساعة التاسعة مساء، فان الحوثي غير مسؤول عما سيحدث»، وأجابه الرئيس «ما يهمك الساعة التاسعة بايصير خير (سيحصل خير)».
وتابع هادي روايته لممثلي الأحزاب «طلبت المستشارين، ورئيس مجلس النواب، وقدمت استقالتي المسببة الى مجلس النواب حسب الدستور، وقلت لهم: ارجوكم لا تناقشوني في موضوع الاستقالة، وأرسلتها للوكالة الرسمية، لكنها لم تذعها بسبب سيطرة الحوثيين عليها».
وحول خروجه من صنعاء، قال الرئيس اليمني «خرجت بسيارة فيها ثلاثة أشخاص فقط، ومررنا بطرق غير معبدة، من سيارة لسيارة أخرى، ومن مهرب الى مهرب حتى وصلنا الى عدن»، معتبرا خروجه ووصوله عدن «نصرا لأبناء اليمن الطيب الكريم ونصرا للسلم والأمن وليس للحرب والخراب».
وأكد هادي أن «الشرعية الدستورية قائمة، وان ما حصل في صنعاء انقلاب كامل الأركان ويجب اعادة الأمور الى مكانها الصحيح»، مضيفا أن «زمن استخدام السلاح انتهى».
في غضون ذلك، قال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، انه «من حق الدول الأعضاء بالأمم المتحدة فتح سفاراتها في أي مكان تختاره»، وذلك تعليقا على فتح بعض دول مجلس التعاون الخليجي، سفاراتها في عدن، بدلا من صنعاء التي تقع تحت الحوثيين. الى ذلك، قال المبعوث الأممي في اليمن جمال بنعمر انه سيتم تحديد مكان جديد للحوار بين المكونات السياسية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف بنعمر، في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه الرئيس هادي في عدن أنه «شدد على ضرورة استئناف الحوار باعتباره المخرج الوحيد لمشكلات البلاد»، لافتا الى أن الحوار ورغم بعض المعوقات كان قد قطع شوطا كبيرا وحل كثيرا من المعضلات وساهم في تقريب وجهات النظر، بحسب مراسل الأناضول. وقال بنعمر، انه أكد للرئيس اليمني أنه بصدد تنفيذ ما خرج به قرار مجلس الأمن، وسيحدد مكان جديد للمفاوضات، بحسب تكليف مجلس الأمن خلال الأيام القريبة، مع ضرورة استمرار الحوار ارتكازا على المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار، واتفاق السلم والشراكة.
من جهته، أكد مصدر مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق على عبدالله صالح، رفض الحزب وحلفاؤه نقل الحوار من صنعاء الى أي مدينة اخرى داخل اليمن، معتبرا ان نقله الى مكان آخر «سيؤدي الى انقطاع البعض او تخلفهم عن المشاركة فيه تحت مبررات وحجج مختلفة».
الرئيس اليمني للحوثيين: اتركوا السلاح وما قمتم به «انقلاب كامل الأركان»
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen