مع غياب أي بوادر للحل السياسي، يبقى التدهور الأمني السمة الغالبة على الاوضاع في اليمن مع سقوط عشرات القتلى والجرحى في مواجهات المتمردين الحوثيين مع رافضي الانقلاب في عدة محافظات، وسط معلومات عن تمدد المتمردين في محافظة الضالع.
فقد أفادت مصادر متطابقة ان المعارك بين المسلحين الحوثيين وحلفائهم من قوات الامن الخاصة الموالية للرئيس علي عبدالله صالح من جهة، ومسلحي القبائل ومؤيدي الرئيس عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى أوقعت أكثر من 30 قتيلا اضافة الى أكثر من خمسة قتلى آخرين سقطوا في تفريق الحوثيين للمظاهرات السلمية المعارضة لهم في محافظة تعز.
واعلنت مصادر قبلية ان معارك تدور منذ أمس الأول في محافظة البيضاء وسط البلاد أوقعت تسعة مقاتلين من القبائل و15 عنصرا من الحوثيين الشيعة على الاقل.
واضافت ان رجالا من القبائل ازالوا الغاما من منزلين كان الحوثيون وحلفاؤهم يستخدمونهما ونصبوا كمائن في عدد من الدوريات.
وفي محافظة مأرب شرق العاصمة صنعاء، اعترضت قبائل سنية موكبا للحوثيين ما ادى الى معارك عنيفة اوقعت عشرات القتلى من بينهم ستة من افراد القبائل، بحسب ما نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مصادر قبلية.
وفي الوقت نفسه، وقعت اشتباكات بين قوات موالية لهادي في منطقة كرش بمحافظة لحج المحاذية لعدن، وبين قوات بقيادة الحوثيين، بحسب المصادر نفسها.
واكدت مصادر طبية ورسمية لفرانس برس مقتل خمسة اشخاص واصابة 80 آخرين أمس بجروح في تعز عندما فتح الحوثيون النار على متظاهرين معارضين لوجودهم في المدينة التي تشهد مظاهرات يومية رافضة للحوثيين منذ دخولهم المدينة. وفي اطار توسيع رقعة نفوذهم، سيطرت قوات موالية للحوثيين والحرس الجمهوري الموالي لصالح، على الأجزاء الشمالية من محافظة الضالع الجنوبية، ونصبت عدة نقاط أمنية للتفتيش، ووقعت أشتباكات بين اللجان الشعبية الجنوبية الموالية لهادي والقوات التي تقدمت في المحافظة.
واتهمت اللجان الشعبية محافظ الضالع قاسم طالب الموالي للرئيس السابق، بتسهيل تقدم قوات الحوثيين وصالح. وأوضحت أن ميليشيات الحوثي لم تسيطر على المجمع الحكومي بالمحافظة وأن قوات اللواء عبدالله ضبعان الموالية لصالح تحتل المجمع منذ سنوات.
وأضافت أن المنطقة التي دخلها الحوثيون اليوم تسيطر عليها قوات ضبعان قائد اللواء 33 مدرع منذ سنتين وهي منطقة تمتد من مدينة قعطبة الى سناح.
ومع تصاعد الاشتباكات يتسابق الطرفان في اعلان التعبئة في صفوف اتباعه، لكن القوات الموالية للرئيس اليمني تعاني من صعوبات في تنظيم صفوفها وتجنيد متطوعين في مواجهة التعبئة التي اعلنتها الميليشيات الحوثية وقوات موالية لصالح.
واطلق الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي فر من صنعاء الشهر الماضي للاقامة في عدن، ثاني مدن اليمن في اقصى الجنوب، حملة لتجنيد 20 الف عسكري من اجل تعزيز جيشه الضعيف.
لكن ذلك لم يمنع الحوثيين من دخول تعز الاستراتيجية الاحد الماضي حيث سيطروا على مطارها. وتبعد المدينة مسافة اقل من 180 كلم عن عدن.
وعملية تجنيد المتطوعين التي تستهدف شبان المحافظات الجنوبية تشهد نجاحا تدل عليه تجمعات المرشحين امام مراكز التجنيد في عدن.
لكن تسجيل المتطوعين يشهد تباطؤا في ظل الفوضى، وفقا لوكالة فرانس برس.
وتؤكد الارقام وجود عدة آلاف من المجندين الذين تم تسجيلهم لكن تبقى هناك عملية تدريبهم وتسليحهم وانضباطهم، كما اعلن احد المقربين من هادي رافضا ذكر اسمه.
ولا يطفئ بطء الاجراءات حماسة المرشحين الذين ما ان يتم تسجيلهم حتى ينتشروا في الشوارع مؤكدين عزمهم «سلخ جلد الحوثيين» الذين تدعمهم ايران.
ويمضي هادي بعضا من وقته في استقبال قبائل من الجنوب ومناطق اخرى سعيا وراء نيل تأييدهم، فالقبائل ضرورية للسيطرة على اليمن، لكن هادي لا يملك حذاقة سلفه علي عبدالله صالح لكي يضمن ولاءها.
وبإمكان هادي الاتكال على وزير دفاعه محمود الصبيحي الذي يتمتع بسمعة جيدة كضابط، وعلى اللجان الشعبية المتعاونة مع الجيش وتبدو متحفزة ومستعدة وراء قائدها عبد اللطيف السيد.
ويقول محللون يمنيون ان احد اخطاء هادي هو عدم قيامه بإعادة هيكلة الجيش بطريقة تنهي تدخلات القبائل والولاء لصالح.
والدليل على الصعوبات التي يواجهها هادي الذي تعتبره الامم المتحدة الرئيس الشرعي لليمن هو مضاعفة الدعوات التي يطلقها مساعدوه من اجل المساعدة حتى من مجلس الامن ودول الخليج في مقابل الدعم اللامحدود الذي يتلقاه الحوثيون من ايران.
اليمن: الحوثيون يدخلون الضالع وعشرات القتلى في معاركهم مع رافضي «الانقلاب»
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen