كشف تنظيم الدولة الاسلامية «داعش» عن استراتيجية عسكرية جديدة يتبعها في توسعه بسورية والعراق و«الولايات» التابعة لـ «دولة الخلافة» التي أعلنها من جانب واحد العام الماضي، وأطلق عليها «السمكة في الصحراء».
وفي تقرير أصدره وتداوله أنصار له على مواقع التواصل الاجتماعي، استعرض «داعش» آخر العمليات العسكرية التي نفذها عناصره في مختلف المناطق التي ينشط فيها في كل من سورية والعراق ودول أخرى في المنطقة، إضافة إلى استعراض أسماء «الولايات» الـ 24 التي يعتمدها في تلك المناطق.
وفي صورة موحدة ضمن التقرير الموسع، الذي أوردته «الأناضول»، استعرض «داعش» أسماء ولاياته مذيلا الصورة بعبارة «السمكة في الصحراء» وهي المرة الأولى التي يكشف التنظيم عن هذا الشعار أو الاستراتيجية.
ومنذ تأسيسه يتخذ التنظيم من عبارة «باقية وتتمدد» شعارا لرؤيته لـ «دولة الخلافة» التي أعلن عن إقامتها نهاية يونيو الماضي على المناطق التي سيطر عليها في كل من سورية والعراق قبل أن يعلن زعيمه أبو بكر البغدادي في تسجيل صوتي له في نوفمبر الماضي عن توسعها إلى دول أخرى مثل اليمن وليبيا ومصر والجزائر.
ومن بين «الولايات» الـ 24 التي استعرض التنظيم أسماءها 16 في سورية والعراق، في حين ان العدد المتبقي كان يحمل أسماء اليمن، الجزائر، سيناء في مصر، برقة وفزان وطرابلس في ليبيا، وخراسان في إشارة الى مناطق غرب العراق من ضمنها إيران.
ويطلق تنظيم «داعش» على المحافظات والمدن والبلدات الكبرى التي يسيطر عليها أو يتواجد فيها تسمية «ولايات»، ويلجأ في بعض الأحيان لتغيير اسم تلك التقسيمات الإدارية مثلما أطلق على محافظة دير الزور شرقي سورية «ولاية الخير» وعلى الحسكة «البركة»، في حين يحافظ في أحيان أخرى على الأسماء الأصلية مثل «ولاية الرقة» السورية أو «ولاية نينوى» العراقية.
وبحسب «الأناضول»، فإن «السمكة في الصحراء» في تقرير «داعش» الجديد، هي إشارة لاستراتيجية عسكرية جديدة لـ «داعش» تتبع أسلوب حركة نوع من أنواع الزواحف اسمه «سمكة الرمال أو الصحراء» أو كما يسميها البعض بـ «السحلية»، وهي تمتلك أربعة قوائم وحجمها صغير يمكنها من الاختباء في الرمال عن طريق الغطس شأنها شأن السمكة في البحر، وتعتمد في تنقلها على هذا الأسلوب بشكل عام.
وخلال الفترة القريبة الماضية اتبع تنظيم «داعش» في تنفيذ أهدافه وضرب خصومه أسلوب «سمكة الرمال» فهو ينسحب من مكان يتعرض فيه لهجمات أو يلقى ضربات عنيفة، ليخرج في مكان آخر غير متوقع من قبل الخصم، كما يستعمل هذا الأسلوب في الوصول إلى مناطق جديدة بعيدة عن المناطق التي يتواجد فيها.
والجمعة الماضي، أعلن «داعش» عن تبنيه هجوما مزدوجا استهدف مسجدين يرتادهما الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء، وأسفر عن 140 قتيلا على الاقل ومئات الجرحى، وهو الهجوم الأول الذي يتبناه في اليمن.
ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من تبني التنظيم هجوما هو الأول من نوعه له أيضا في تونس شنه مسلحون على متحف باردو المحاذي لمجلس النواب بالعاصمة تونس ما أسفر عن مقتل 23 شخصا بينهم 20 سائحا أجنبيا، وإصابة 47 آخرين بجروح، بحسب إحصائية رسمية.
ويأتي هذان الهجومان في وقت يتلقى فيه التنظيم ضربات جوية بشكل يومي من قبل طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تستهدف مواقعه في كل من سورية والعراق، فيما يواجه قتالا عنيفا على الأرض من قوات حكومية وميليشيات معادية له في البلدان التي يتواجد فيها.
«السمكة في الصحراء».. إستراتيجية جديدة لـ «داعش» تهدد المزيد من الدول
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen