تتعدد الكلمات القاتلة والأهل يكثرون من استعمالها ولا يعرف مدى الأذى الذي يلحقونه ولا نعرف أننا ندمر بها أولادنا. اليوم اخترنا لكم إحدى الكلمات القاتلة التي نستخدمها مع أولادنا دون أن نعرف تأثيرها عليهم؟
«أتريد أن تقتل أمّك»؟
هذه العبارة التي تشير إلى قتل الأم لا مثيل لها في الغباء والحماقة. من الواضح بالنسبة إلى الولد أن لا خطر من أي نوع على أمّه. لماذا يقتل أمّه؟ ألأنّه نال صفراً على السلوك؟ إن جو المأساة والتهويل الذي يوحي به هذا التعبير لا يجد له أي صدى عند الولد. لا سيّما وأن خبر الصفر على السلوك لا يبدو أنّه يؤثّر في صحة أمّه، ولكن في مزاجها فقط. إن اتّهام الولد بقتل أمّه اتهام باطل لا شيء يبرّره. إن هذا النوع من الأحكام يدمّر الحب الذي يكنّه الولد للأب الذي يتفوّه بهذا النوع من الكلام؛ فيفقد الأب أي مصداقية له بنظر ولده. وعلى الرغم من كون الاتهام الموجَّه إلى الولد اتهاماً غير واقعي وغير حقيقي، إلاّ أنه يحمل في طياته بذور شعور غير عقلاني بالذنب سيتحمّل الولد تبعاته بعد سنوات على ذلك. لن يقتل أمّه لكنّه «سيقتل» زواجه أو زيجاته المتتالية تقيّداً منه بالفكرة التي غُرست في رأسه.
اختيار الكلمات
هل يمكن لسلوك الولد الجانح أو المنحرف أن يحثّه على قتل أحد والديه؟ واقعة كهذه تحدث نادراً جداً. الأولاد الذين يقتلون أهلهم يفعلون ذلك عادة بعد تعرّضهم لعذاب مستمرّ ضمن عائلتهم. ولكن يجب الاعتراف أن الفعل «قتل» هو فعل خطِر على شخصية الطفل أو المراهق التي لا تزال طيّعة ليّنة ويمكن بالتالي التأثير فيها. لكثرة ما توجّهون له هذه الكلمات القاتلة بشكل منتظم، ستثيرون لديه رغبة في تجربتها، ليس بقتل أمّه ولكن بقتل مشاعره في كل مرّة يحسّ بعاطفة تجاه امرأة. في أفضل الأحوال، قد تجعلون منه زير نساء يغويهن كلّهن ولا يحب أيّاً منهن. وفي أسوأ الأحوال…
كتاب كلمات نقتل بها أولادنا – جوزيف وكارولينمسينجر
كلمة قاتلة لا تقولوها لأولادكم
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen