Donnerstag, 17. Juli 2014

مرض السكري- مضاعفاته وعلاجها

بقلم د. عمر فخري


مرض السكري أو مرض البول السكري ” Diabetes Mellitus” هو مجموعة أمراض تتشابه في كونها تتميز بزيادة السكر في الدم ووجوده بالبول بنسب مختلفة وذلك بسبب انعدام أو نقص في كمية الأنسولين في الدم أو بسبب انخفاض حساسية الأنسجة إلى هرمون الأنسولين، لذا فعند الإصابة بالسكري لا يتم تحويل السكر البسيط في الدم إلى طاقة مما يؤدي إلى ارتفاع نسبته في الدم، وإلى طرحه عن طريق البول، وتبقى الأنسجة محرومة من تزويدها بالطاقة التي يولدها السكر وقد تتجه إلى مصادر أخرى لتوليد الطاقة كالدهون والزلاليات.


أنواع السكري


هناك ثلاثة أنواع رئيسة من السكري وهي النوع الأول والنوع الثاني و سكري الحوامل وهنالك نوع أخر ويسمى السكري الكاذب الذي له بعض أعراض السكري كزيادة التبول إلا نسبة السكر في الدم وفي البول تبقى اعتيادية فما هي هذه الأنواع:


النوع الأول أو “Type 1 diabetes” ويتميز هذه النوع من السكري بفقدان جزر” Langerham islets” التي تفرز الأنسولين وتؤدي إلى نقصان أو انعدام مادة الأنسولين في الدم ويعتقد بأن هذا النقص في هذه الجزر يعود إلى إتلافها من قبل الجسم نفسه بواسطة جهاز المناعة. لايوجد طريقة للحماية من هذا المرض والذي يشكل عشره بالمئه من مرضى السكري وأغلب المصابين به لايشكون من أي مرض قبل الإصابة به وهم يستجيبون للعلاج بالأنسولين بصورة جيدة خلال مراحل المرض الأولية وهو يصيب الكبار كما يصيب الأطفال في كافة الأعمار ويطلق عليه اسم سكري الشباب لأن معظم الشباب المصابين بمرض السكري هم من هذا النوع ويعالج هذا المرض بحقن الأنسولين.


النوع الثانيMaturity onset diabetes   اوType 2 ” ويطلق عليه سكري البالغين وهو عادة يصيب أشخاص في عمر مابعد الثلاثين ويتميز هذا النوع من السكري بعدم الاستجابة بتأثير الأنسولين من قبل المستقبلات في أنسجة الجسم أو إلى نقص في كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس وهذا المرض هو الأكثر انتشارا بالأدوية عن طريق الفم التي تزيد من استجابة الأنسجة بتأثير الأنسولين وعند تقدم المرض قد لاتنفع معه العلاجات بالأدوية ويتجه عندئذ إلى استخدام الأنسولين عن طريق الحقن.


النوع الثالث هو سكري الحوامل هذا النوع من السكري يشابه في أعراضه النوع الثاني من مرض السكري ويتميز بنقص بإفراز الأنسولين وضعف الاستجابة لتأثيره على الأنسجة وهو يصيب 2-5 % من الحوامل وقد يتحسن المرض أو يختفي بعد الولادة وتحتاج الحوامل المصابة إلى رعاية طبية مستمرة خلال فترة الحمل لاحتمال تأثيره على الجنين وأهم تأثيرات السكري على الجنين هو زيادة وزن الجنين كما وقد يسبب تشوهات في قلب الجنين والجهاز العصبي وفي الحالات الشديدة قد يتسبب في موت الجنين


أعراض مرض السكري


 


من أهم أعراض مرض السكري هو زيادة التبول والشعور بالعطش والجوع والتعب وانخفاض الوزن هذه الأعراض تظهر بصورة فجائية  في حالات السكري من النوع الأول لكن تظهر بصورة تدريجية في سكري النوع الثاني وقد يصاب الشخص بسكري النوع الثاني ولايشعر بهذه الأعراض إلا بعد فترة طويلة وعند الشعور ببعض أوكل هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوص الخاصة بمرض السكري والتي تتطلب قياس نسبة السكري بالدم والبول.


العوامل الوراثيه


للعوامل الوراثية  دورا بالإصابة بمرض السكري بنوعيه الأول والثاني إلا أن العوامل الوراثية تحتاج إلى عوامل أخرى لكي يظهر المرض على المصاب ومنها الامراض الفيروسية إلا أن العوامل الوراثية هي أكثر تأثيرا للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري حيث ثبت أن الذين ينتمون إلى أسرة مصاب أعضاؤها بمرض السكري الثاني هم أكثر احتمالا بالإصابة بهذا المرض.


أسباب المرض


تتحول معظم النشويات في الجسم إلى سكر أحادي او غلوكوز خلال ساعات قليلة من تناولها وهذا الغلوكوز الأحادي هو مصدر الطاقة الوحيد في الدم الذي تزود به الخلايا ويتم تنظيم كميه الغلوكوز بالدم بواسطة هرمون الأنسولين ” Insulin Hormone” فادا زادت نسبة الغلوكوز بالدم يتحفز جهاز البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين ويقوم الأنسولين بتنظيم امتصاص السكر من قبل الأنسجة كما يساعد على تحويل الفائض من السكر إلى مادة ” Glycogen” التي تخزن في الكبد كخزين للطاقة عند الحاجة وعند انخفاض نسبة السكر في الدم يتحول ” glycogen” إلى سكر ويعاد إفرازه إلى الدم وعليه فإن إفراز الأنسولين من قبل غده البنكرياس بكميات طبيعية ‏ واستعماله من قبل ‏ الأنسجة ‏هو أحد ضرورات المحافظة على نسبة السكر في الدم وان انعدامه أو قلة إفرازه أو عدم الاستجابة لتأثيره من قبل الأنسجة هو السبب في ارتفاع نسبة السكر في الدم والإصابة بمرض السكري.


في عام 1869 اكتشف بول لانكر هام ” طالب الطب في برلين” تجمعات من الخلايا في البنكرياس والتي سميت بعدئذ باسمه جزرLangerham” ” وكان يعتقد أن لهذه الخلايا دور في عملية الهضم وفي عام 1889 قام العالمان “أوسكارمينوسكي و جوزيف ميرنك” Oscar Minowski & Joseph Von Merring“باستئصال البنكرياس من بعض الكلاب ولاحظوا بعد ذلك أن النمل وبعض الحشرات كان يتجمع حول بول تلك الكلاب وعند إجراء الفحوصات تبين أن بول تلك الكلاب يحتوي على مادة السكر و كانت تلك أول تجربة لاكتشاف علاقة البنكرياس بالسيطرة على كمية السكر بالدم وعلاقته بمرض السكري.


الوقاية


لاتوجد طرق للوقاية من النوع الأول من السكري وقد وجد أن الأطفال الذين يتغذون على حليب الأم هم أقل عرضة للإصابة بمرض سكري الشباب أما بالنسبة لسكري البالغين فهنالك وسائل عديدة للوقاية منه والتي تتعلق بنمط الحياة وإتباع نظام غدائي معتدل يحتوي على الكثير من الألياف “الفايبر” والقليل من النشويات والسكريات والدهون المشبعة والإكثار من الخضروات والفواكه والمحافظة على الوزن الطبيعي الخالي من السمنة وزيادة الحركة وممارسة الرياضة الخفيفة كل هذه الأمور تساعد على تخفيف الإصابة من مرض السكري وتخفيف أعراض المرض كما أن التدخين الذي أصبحت أضراره معروفة بالإضافة إلى ماقد يسببه من أمراض القلب والسرطانات المختلفة خاصة سرطان الرئة فإنه يزيد من احتمال الإصابة بمرض السكري وان  إتباع الإرشادات تقلل من نسبة الإصابة من مرض السكري.


المضاعفات


تحدث مضاعفات مرض السكري بعد عده سنوات من الاصابه بسبب ترسبات غرويه تسد الاوعيه الشعريه وبدا تمنع وصول الاوكسجين والمواد الغدائيه اللازمه الى بعض الاعضاء كالعين والكليه والاعصاب والقدم مما يتسبب بتلف هده الاعضاء كاندثار الشبكيه والعجز الكليوي والقدم السكري وجميعها دات تاثيرات خطيره على الحياه.


العلاج


لايوجد علاج شافي لمرض السكريمن النوع الأول إطلاقاوقد آجرينا تجارب لمحاولة العلاج بالتحفيز المناعي إلا أن التجارب لم تكن ناجحة والعلاج الوحيد المعروف في الوقت الحاضر هو الأنسولين بطريقة الحقن تحت الجلد، ولقد قامت شركة “فايزر” المعروفة بابتكار أنسولين يؤخذ بشكل بخات عن طريق الأنف إلا أن العلاج لايزال تحت التجربة لمعرفة أثاره الايجابية والسلبية.


أما علاج النوع الثاني من السكري فيتم بتناول الحبوب المتوفره بانواع مختلفة والتي يمكن تناولها عن طريق الفم إلا أن هذه الحبوب قد لاتجدي الأنسولين فقط.                                                                                                                                                                                                                                                                                                           


شفاء بلا دواء


في عام 1966 لاحظنا أن أحد المرضى المصابين بمرض السكري نتيجة صدمة نفسية أصيب بعدها بداء الكآبة الشديدة وعولج من الكآبة بالصدمة الكهربائية وبعد المعالجة بالصدمة الكهربائية لاحظنا اختفاء مرض السكري عنده وبعد متابعة هذا المريض لفترة طويلة لن يعوده المرض فقمنا بنشر هذه الحالة بمجلة ” Lancet ” الشهيرة  وبعد ذلك أجرينا ومع فريق من الأطباء الأخصائيين بحوث على مرضى السكري من النوعيين الأول والثاني واللذين كانوا يعانون من اكتئاب أيووجدنا وبعد إعطائهم الصدمة الكهربائية أن المرضى المصابين بسكري النوع الثاني والمصابين حديثا أي لا يمضي على إصابتهم أكثر من ستة أشهر قد تم شفائهم من مرض السكري أما مرضى النوع الأول و مرضي النوع الثاني اللذين مضى عليهم فترة طويلة لم يستجيبوا للعلاج. ومن خلال الجهاز العلاجي الذي قمنا  بابتكاره لتقليل اثار الصدمة الكهربائية بحيث لايشعر المريض بأي آلم او صدمه وجدنا أن له تأثيرات وقائية وفي معالجه التأثيرات السلبية لمرضى السكري مثل تأثر العيون والكلية والأعصاب والقدم ونقوم بمعالجة هذه الأثار السلبيه بنجاح تام دون الحاجة لاية علاجات اخرى.   



مرض السكري- مضاعفاته وعلاجها

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen