تحت غطاء الدين يجني تنظيم “الدولة لإسلامية” أرباحا كبيرة من مبيعات البترول الذي يضخه مقاتلوه من آبار النفط المحتلة. فما هي الجهات التي تشري هذا النفط؟ وماذا تفعل ميليشيات التنظيم بمداخيل النفط الكبيرة؟
تحدثت تقارير في الأسابيع الماضية عن قيام مؤيدين في قطر والمملكة العربية السعودية بتقديم دعم مالي بالملايين لتنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابي. غير أن حكومتي البلدين رفضتا تلك الإدعاءات. ويبدو أن للإرهابيين ما فيه الكفاية من مصادر التمويل. فهم يحصلون على فديات من الأشخاص ويتجرون بالقطع الأثرية ويفرضون الضرائب والرسوم الجمركية. كما وردت أنباء عن مصادرتهم للعقارات. غير أن مصدر تمويلهم يعود بالأساس إلى ما يكتسبه التنظيم من مداخيل آبار النفط في كل من سوريا والعراق.
يسيطر تنظيم داعش حالياً على سبعة آبار صغيرة توجد في شمال العراق. ومداخيل هذه الآبار الصغيرة وحدها كافية لضمان الاكتفاء الذاتي للتنظيم. فهي تنتج ما بين 30000 و80000 برميل من البترول يومياً، حيث يحصل التنظيم بموجبها على ما بين 1.2 مليون ومليوني دولار أمريكي كل يوم. وفي الوقت الراهن تحارب ميليشيات التنظيم في شمال العراق بهدف السيطرة على منشأة نفطية كبيرة في بيجي. وحسب المعارضة السورية، فإن التنظيم الإرهابي يسيطر في سوريا على حوالي 60 بالمائة من مواقع ضخ النفط في البلد. ويقدر حجم الإنتاج اليومي بحوالي 50000 برميل، حيث يجني حوالي مليوني دولار أمريكي يومياً.
من يشتري نفط “داعش”؟
بعدما فرضت الأمم المتحدة عقوبات على العراق خلال تسعينات القرن الماضي لجأ نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين إلى تقديم عمولات سرية للشركات الغربية التي تم التعاقد معها على صفقات النفط. وهذا ما يشرح وجود بنية شبكات تهريب للبترول هناك، حسب إيكارد فورتز من مركز برشلونة للشؤون الدولية. ويعني ذلك أن تنظيم “الدولة الإسلامية” يمكنه الاعتماد على شبكة منظمة لتهريب النفط في العراق. جزء كبير مما يتم إنتاجه يباع على الصعيد المحلي أو في أسواق المنطقة. وحسب الخبير فورتز يتم بيع أكبر كمية من النفط في المثلث الحدودي بين العراق وإيران وتركيا. ومن خلال وسطاء يتم نقله أيضاً إلى الأردن عبر محافظة الأنبار العراقية.
من يشتري نفط داعش وماذا تفعل ميليشيات التنظيم بمداخيل النفط الكبيرة
Keine Kommentare:
Kommentar veröffentlichen