Donnerstag, 29. Mai 2014

أسباب إكتئاب ما بعد الولادة وكيفية التخلص منه

يتمثل إكتئاب ما بعد الولادة في التفكير السلبي والإحساس بالقنوط الذي تُعاني منه المرأة بعد ولادة طفلها، وبالإضافة إلى الحزن والأحاسيس الخاوية من الحياة التي تترافق مع الإكتئاب تخشى النساء اللواتي يعانين من إكتئاب بعد الولادة من أن يلحق هذا الأمر أضراراً بالطفل بطريقة أو بأخرى، مما يكرس لديهن الإحساس بأنهن أمهات غير صالحات، وينقسم الإكتئاب الذي يصيب النساء بعد الحمل إلى ثلاثة أنواع هي “إكتئاب أسى الأمومة”، و”إكتئاب ما بعد الوضع”، و”ذهان ما بعد الوضع”.


إكتئاب أسى الأمومة:
وتُصاب الأم الجديدة بأسى الأمومة خلال اليوم الأول أو الثاني بعد الوضع وقد يستمر هذا الشعور لمدة ثلاثة أسابيع، وهو إضطراب شائع بين الأمهات حديثات العهد، ويُعتبر إضطراباً طبيعياً على الرغم من أن الأم لا تشعر أنها طبيعية، فقد تشعر بالراحة للحظة ثم فجأة قد تنفجر بالبكاء في اللحظة التالية، وبالإضافة إلى الكآبة والإحباط هناك أعراض أخرى تشمل: فقدان الطاقة وعدم القدرة على النوم وفقدان الشهية والشعور بالتعب بعد النوم والتوتر والقلق الزائد والإرتباك والخوف المفرط من التغيرات البدنية وفقدان الثقة.


إكتئاب ما بعد الوضع:
هو عبارة عن إضطراب في المزاج يتمثل في التفكير السلبي والشعور بالخيبة والحزن والقنوط، وبخلاف “إكتئاب أسى الأمومة” فقد تتأزم هذه الحالة وتستمر لأكثر من شهر بعد الوضع، وتُعاني من هذا الإضطراب ما يتراوح بين 10 إلى 15 بالمائة من النساء بعد الوضع.


وتفقد النساء المصابات المتعة بالأشياء والعادات اللواتي كن يمارسنها قبل الوضع، كما تختلف الأعراض من امرأة إلى أخرى وتشمل أيضاً الإحساس بالتعب والإرهاق الشديدين وفقدان الأمل والعجز وتغيرات في الشهية والتوتر وصعوبة في التركيز وعدم القدرة على إتخاذ القرارات وخفقان القلب والنخز والإحساس بالخدر والفزع الذي يؤدي إلى نوبات ذعر ورغبة في إيذاء الطفل أو النفس وعدم الإهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر والهوس بصحة الطفل.


كما يختلف إكتئاب ما بعد الوضع من امرأة إلى أخرى من حيث الشدة، فقد يستمر عند بعض النساء لعدة شهور، وبإمكان الأمهات اللواتي يُعانين من إكتئاب ما بعد الوضع المعتدل، الإعتناء بأطفالهن وممارسة نشاطاتهن اليومية، في حين ربما يستحوذ على الأخريات التوتر والقلق لدرجة يفقدن معها القدرة على الإعتناء بأنفسهن أو أطفالهن.


ذهان ما بعد الوضع:
يُمكن تعريف ذهان ما بعد الوضع بأنه أحد الإضطرابات الحادة والنادرة في نفس الوقت، على إعتبار أنه يصيب امرأة واحدة من بين كل 1000 امرأة، وتبدأ هذه الحالة عادة خلال الـ 3-10 أيام الأولى التي تعقب الوضع، حيث تُعاني المرأة المصابة مما يمكن أن نسميه الإنفصال عن الواقع، فتخسر الوزن بسرعة من دون إتباع أي نظام غذائي خاص ولا تستطيع النوم أحياناً لفترة تتجاوز الـ 48 ساعة، وتعاني من الأوهام والهلوسات، ويُمكن القول أن ذهان ما بعد الوضع هو أزمة صحية تتطلب تدخلاً فورياً من قِبل طبيبٍ مختص، ولم يعرف حتى الآن ما إذا كان ذهان ما بعد الوضع مرضاً واحداً مستقلاً أم مجموعة أمراض معاً.


أسباب إكتئاب ما بعد الحمل:
لا يوجد سبب محدد للأزمات العاطفية التي تُعاني منها العديد من النساء بعد الوضع، وعلى كل حال يعتقد الخبراء أن التغيرات السريعة التي تحصل بعد الوضع في مستوى الهرمونين الأنثويين الأستروجين والبروجيستيرون تؤثر بشكلٍ كبير على الصحة العقلية للمرأة.


فالمعروف أن المبيضين والمشيمة هي التي تفرز البروجيستيرون والأستروجين لتمكين الرحم من إحتضان البويضة الملقحة والحفاظ عليها، ويرتفع مستوى هذين الهرمونين 10 أضعاف خلال فترة الحمل، وإنخفاض مستواهما بشكلٍ حاد قد يؤدي إلى الإجهاض.


وبعد الوضع، ينخفض مستوى البروجيستيرون بشكلٍ كبير إلى أن يصل إلى ما كان عليه قبل الحمل في غضون 72 ساعة بعد الوضع، ويعتقد الخبراء أن هذا الإنخفاض الدراماتيكي في مستوى الهرمونات الأنثوية يلعب دوراً مهماً في الإكتئاب الذي تصاب به العديد من النساء بعد الوضع.


وخلال فترة الحمل يرتفع مستوى الإندورفينات، وهي مواد طبيعية تعمل على تحسين المزاج، بيد أن مستوى هذه المواد ينخفض بشكلٍ حاد بعد الحمل، الأمر الذي قد يساهم في تعزيز إحتمالات الإصابة بالإكتئاب.


وبالإضافة إلى هذه التغيرات الفيزيائية، هناك عوامل أخرى ربما تُساهم في الإصابة بإكتئاب ما بعد الوضع وتشمل الحمل الصعب أو الولادة الصعبة والمشاكل الزوجية والرضيع المتطلب جداً وإحساس المرأة بأنها لم تعد حاملاً.


والواقع انه لا يمكن تحديد النساء المعرضات للإصابة بإكتئاب ما بعد الوضع من خلال مستوى الهرمونات، ولكن هناك فئات عديدة من النساء أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بالمرض وتشمل النساء اللواتي أصبن بالمرض بعد حملٍ سابق، والنساء اللواتي شهدن تجربة ولادة عسيرة والنساء اللواتي سبق أن أصبن بإكتئاب ما قبل الوضع وكذلك النساء اللواتي أصبن من قبل بإكتئاب لا علاقة له بالحمل والنساء اللواتي لديهن أم أو أخت عانت من إكتئاب ما بعد الوضع على إعتبار أن هذه الحالة المرضية تنتقل على ما يبدو بين أفراد العائلة، وبالإضافة إلى ذلك، النساء اللواتي تعرضن لضغوط نفسية نتيجة تغيرات وأحداث مفاجئة في حياتهن مثل خسارة الوظيفة أو فقدان المنزل أو موت شخص قريب، والنساء اللواتي يعانين مما يسمى متلازمة ما قبل الحيض الأمر الذي يجعلهن أكثر عرضة للإضطرابات الهرمونية بعد الوضع.


ومن أجل خفض إحتمالات الإصابة بالإكتئاب بعد الوضع، ينصح الخبراء النساء بأن يجمعن معلومات قدر ما يستطعن عن المسؤوليات والمهام المتعلقة برعاية الأطفال قبل ولادة الطفل، ويُمكن الحصول على مثل هذه المعلومات من خلال الكتب والمجلات الخاصة برعاية الأطفال والإستفادة من مهارات النساء اللواتي يتمتعن بخبرة كبيرة في هذا المجال، وإذا كانت الأم المرتقبة من المعرضات للإصابة بالإكتئاب بعد الوضع، فإنه من الحكمة أن تراجع طبيباً مختصاً خلال فترة الحمل.


علاج إكتئاب مابعد الولادة:
قد يكون من الصعب تحديد متى يجب البحث عن المساعدة الطبية وخصوصاً إذا كانت المرأة تُعاني من حالة معتدلة من الإكتئاب، ولكن من المهم معرفة الفرق بين حالة أسى الأمومة التي ستزول تلقائياً وبين إكتئاب ما بعد الوضع المستمر، فلقد إكتشفت نساء كثيرات بعد العلاج متعة الأمومة، بيد أن هناك بعض التعليمات التي تساعد الأمهات والأزواج في تحديد ما إذا كانت هناك ضرورة إلى الإستشارة الطبية أم لا، فالحالة التي تعرف باسم أسى الأمومة تعتبر طبيعية، ولكن في حال تفاقمت الحالة واستمرت أحاسيس الحزن والقنوط لأكثر من ثلاثة أسابيع، عندها يجب استشارة الطبيب.


وتصبح الإستشارة الطبية المختصة ضرورية أيضاً إن لم يقدم الحوار مع الأصدقاء وأفراد العائلة أو الزوج أية فوائد، ويجب إدخال الأم المكتئبة إلى المستشفى على الفور فيما لو بدأت تسمع أصواتاً غريبة أو في حال راودتها أفكار لإلحاق الأذى بالطفل أو قتل نفسها أو الطفل.


وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج أو طريقة علاجية خاصة بكل امرأة على حدة، لكن هناك تركيبة علاجية تشمل مضادات الإكتئاب والدعم الإجتماعي، وأما طرق العلاج فتنقسم إلى قسمين هما: المعالجة المعرفية والمعالجة النفسية الإجتماعية.


وتقوم المعالجة المعرفية على نظرية مفادها أن الطريقة التي نفكر بها وندرك بها العالم تؤثر على المزاج والأداء، ويعمل المختصون في المعالجة المعرفية على مبدأ أن المدارك السلبية يمكن أن تؤثر بسرعة على مستوى إحترام الذات والإعتزاز بها وتوهن الجسم وتثبط الهمم وترفع مستوى التوتر والضغط النفسي.


وتهدف المعالجة المعرفية، إلى تعويد الأم المعنية على الإستجابة للأحداث والتفاعل معها بطريقة جديدة، فعلى سبيل المثال قد تجد الأم صعوبة في تهدئة طفلها أو تخفيف الآلام التي يعاني منها، مما يدفعها إلى الإعتقاد بأنها أم غير صالحة، وفي هذه الحالة يقوم المعالج بمساعدة الأم وإفهامها أن ولدها يعاني من مشكلة جسمية ناجمة عن رياح البطن مثلاً، وهذه حالة لا تستطيع أي أم فعل أي شيء تجاهها.


وأما بالنسبة للمعالجة النفسية الإجتماعية، فتقوم على فكرة أن هناك علاقة بين إضطراب المزاج والعلاقات الشخصية الإجتماعية كالعلاقة مع الزوج أو الوليد الجديد، وتساعد هذه الطريقة العلاجية الأم على تحقيق توازن بين دورها كأم وشريك وموظفة وصديقة.


وتتيح العقاقير المضادة للإكتئاب خياراً إضافياً للأم التي تعاني من إكتئاب ما بعد الوضع، وتساعد مضادات الإكتئاب في تحسين المزاج وتعزيز الطاقة مما يمكن الشخص من إستعادة القدرة على ممارسة نشاطاته اليومية، ولا يوجد عقار بعينه يمثل الحل الأفضل لجميع المصابات ولكن على ما يبدو أن توليفة من أكثر من عقار يمكن أن تشكل علاجاً فعالاً بالنسبة للعديد من النساء اللواتي يعانين من الإكتئاب بعد الحمل.


وهناك العديد من مضادات الإكتئاب في الأسواق وتنقسم إلى فئة قديمة تسمى “تريسيكليكس” وتعتبر آمنة وفعالة على الرغم من آثارها الجانبية التي تشمل جفاف الفم والإرتجاف، وفئة جديدة تندرج تحت اسم “كوابح إعادة إمتصاص السيروتونين”.


ولا تعد مضادات الإكتئاب الحل الأمثل للأمهات اللواتي يعانين من إكتئاب ما بعد الوضع، وهناك حقائق يجب أن نضعها في الحسبان عن مضادات الإكتئاب تشمل التالي ..


- مضادات الإكتئاب فعالة بالنسبة لما يتراوح بين 60 إلى 80% من الأشخاص الذين يتناولونها حسب التعليمات.


- في أغلب الأحيان لا تظهر تأثيرات مضاد الإكتئاب قبل مرور شهر أو شهر ونصف على بداية العلاج.


- لا علاقة لجرعة مضاد الإكتئاب بحدة الإكتئاب، فبعض العقاقير تكون أكثر فعالية بجرعات منخفضة من المضادات الأخرى.


- بما أن بعض مضادات الإكتئاب تعمل بشكل أفضل ضد مجموعات مختلفة من الأعراض مقارنة بالمضادات الأخرى، فإن على الطبيب المختص أن يقرر الوصفة المناسبة لحالة المريض، وعلى الرغم من أن العديد من مضادات الإكتئاب آمنة بالنسبة للأمهات وأطفالهن ويمكن إستخدامها خلال فترة الإرضاع، إلا أن على الأم أن تخبر طبيبها بأنها ترضع طفلها.


دور الزوج في معالجة وتخفيف إكتئاب ما بعد الولادة:
يُمثل الزوج حبل السلامة بالنسبة للزوجة التي تعاني من الإكتئاب بعد الحمل، وبإستطاعته أن يساعد زوجته على تجاوز محنتها، ولذلك ينبغي عليه أن يكون متنبهاً لبعض الأعراض الرئيسية التي تشمل الشعور بالحزن والإحساس بعد القيمة ومشاكل النوم والتعب الشديد والإنعزال والإبتعاد عن الأصدقاء والعائلة والشعور بالتوتر والقلق والإحساس بالذنب والغضب.


وهناك الكثير من الأشياء التي يجب أن يضعها الزوج وجميع أفراد العائلة والأصدقاء، في إعتبارهم، منها أن إكتئاب ما بعد الوضع هو مرض حقيقي، والأم التي تعاني منه لم تصب بالجنون بل إنها تتفاعل بعض التغيرات الجذرية في حياتها وحياة طفلها، ولا ينبغي على الزوج الحكم على مشاعر وردود أفعال زوجته لأن إنتقادها أو عرض الحلول ليست ما تحتاج إليه، بل على العكس عليه أن يصغي لها ويتعاطف معها، وعليه أيضاً أن يعرض المساعدة من دون أن تطلب ذلك الزوجة وذلك من خلال القيام ببعض الأعمال الإضافية في المنزل مثل تنظيف المنزل والصحون وغسل الثياب، إذ من شأن ذلك أن يخفف عن الزوجة.


ولا يجب التساهل مع الإكتئاب بعد الوضع مطلقاً، فإذا ما تركت هذه الحالة من دون علاج، فإنها قد تؤثر على الأطفال، فقد كشفت دراسة تم عرضها في مؤتمر العلوم النفسية في أمريكا أن بعض الأطفال الذين أصيبت أمهاتهم بالإكتئاب معرضون للإصابة بالإكتئاب أيضاً، حيث تبين أنهم يمتلكون نسباً عالية من “الكورتيزول” في الدم وهو الهرمون المرتبط بالضغط النفسي.


 



أسباب إكتئاب ما بعد الولادة وكيفية التخلص منه

Keine Kommentare:

Kommentar veröffentlichen